المريض والطبيب - علاقة التاجر والزبون في النظام الأمريكي



حتى تكون الصورة لدينا واضحة عن النظام الصحي الأمريكي بشكل عامل والعلاقة بين الطبيب والمريض بشكل عام، يجب علينا ألا نغفل عن طبيعة الرأسمالية التي تسيطر على تفاصيل الحياة في أمريكا. العلاقة بين الطبيب والمريض في أمريكا هي علاقة بين تاجر ومستهلك زبون ، ولهذا كل ما يمكن أن يتعلمه موظف العلاقات العامة في شركة تجارية يجب أن يتعلمه الطبيب الذي يود النجاح في بيئة كهذه . يحتاج أن يتعلم فن الإقناع، وطرق إرضاء العميل، وفن التفاوض ، وبناء الثقة إلخ.. وهذه كلها أشياء جميلة ورائعة وحسنة. وليست المسألة هنا للقدح في هذا النظام أو الإنتقاص منه، بل محاولة لفهم صورته الحقيقية والظروف التي ظهر فيها ومنها. أن تخسر مريضا معناه أن تخسر عميلا وأحد مصادر الدخل لديك، وكما تحرص دمينوزو بيتزا أو بيتزا هت على رضى العميل وتقديم كل التخفيضات والعروض في حالة الخطأ، يجب أن يتصرف الطبيب بهذه الطريقة حتى يرضى العميل/المريض ويكسب ثقته الدائمة.. ليس من أجل المريض ذاته بل من أجل السمعة والـتقييمالعالي ، وربما وصل المريض إلى قدر أعلى من الثقة فيدعو من حوله وزملاءه إلى زيارة هذه العيادة المميزة أو الطبيب المميز، فيكثر الزبائن للطبيب، ولن يحرم صاحب الدعوة من آيباد أو تخفيض يمنحه الطبيب باسم العيادة شكرا له على الثقة وعلى دعوة العملاء الآخرين. وأظن -والعلم عند الله- أن تعاملنا مع كتب الأخلاقيات الطبية يجب أن يكون مصحوبا بفهم النظريات ضمن السياق التي نشأت فيه وألا نعتبرها قوانين كونية تصلح في كل مكان وزمان.

تعليقات

ضع بريدك هنا ليصلك ما ينشر في هذه المدونة من وقت لآخر..

* indicates required

الأكثر قراءة