لماذا أكره نقاشات مواقع التواصل ؟!



أكرهها لأنها تعج بما سأل محمد بن العباس الله أن يعافي ابنه منه فقال :  اللهم لا تجعل لسانه فاضلا على مقدار علمه ، ولا تجعل علمه فاضلا على مقدار عقله ! . أتت مواقع التواصل بخير وشر وكان من شرها العظيم أنها منحت من فضل لسانه على مقدار علمه منبرا يخطب فيه الناس ، فيحاجج بلا فهم ، ويفتي بلا علم . وقالت لهم ما دمت تحسنون الكتابة ولو يسيرا فاكتبوا ما تشاؤون ولو كنتم أجهل الناس وأحمق الناس .. 

ومن جهلت نفسه قدره ..
رأى غيره منه ما لا يرى ! 


وقد يراها البعض تعاليا أو ضيق نفس أو أي أمر آخر ، ولير كل امريء ما يحب .. لكني والله أجد في نفسي وقلبي من الثقل والكآبة والألم ما يصعب علي مقاومته والصبر عليه حين أرى هذا التعامل السطحي مع الأفكار ، والتجاسر على الكلمة وتحقير العظيم من الأمر . وأسهل على الإنسان أن يقرأ للمخالف الممعن في خلافه المدرك الواعي لفكره ، ولايسهل عليه أن يقرأ هذه الغمغمة والتذبذب الذي يقفز في وجوهنا سطورا شوهاء شلاء كل لحظة . وهؤلاء الذي يكتبون أكثر مما يقرأون وقد أصابهم ما خشي منه ابن العباس على ولده ،ولايقوى أحدهم أن يمسك كتابا بين يديه ساعة أو أقل بعيد عليهم إدراك منشأ الأفكار واطرادها وتتابعها . ولو أدرك الناس قيمة الفكرة وعلو شأنها وثمن الكلمة لما رأينا هذه الفوضى الفكرية ، ولما عشنا هذا الفساد الذي ينخر في كل جهة . وكيف يدرك هذا من لا يقرأ ؟ أو يعرف قيمة الكلمة مَن مصدره المعرفي الأول والأخير مواقع جل من فيها جاهل أو أجهل منه ؟ 

تعليقات

ضع بريدك هنا ليصلك ما ينشر في هذه المدونة من وقت لآخر..

* indicates required

الأكثر قراءة