أول سعودي يسافر إلى أمريكا ..



قصته أشبه ما تكون بالخيال ..


من أبناء القصيم ومن العقيلات تحديدا ، بدأ حياته ابنا لأب مهنته تجارة الابل ، وخطا خطواتها الأولى في الحياة مسافرا مع عمه يتعلم منه أصول هذه التجارة ، ثم تاجرا للإبل يتنقل بها حاله حال أسرته وأقاربه ، بين نجد والعراق والشام ومصر . ابن الصحراء تمضي به الأيام حتى ينقل لنا ما دار في مجلس من مجالس الأشراف في المدينة وهم يستعدون لحربهم مع الملك عبدالعزيز ، ثم علاقته بالملك عبدالعزيز وتفويض الملك له في بعض الأعمال والمهمات . وهذ الفتى الذي أصبح رجلا عاف الوظيفة وعاف التجارة وأحب أن يكون مغامرا ، فكان له ما أحب فقابل امرأة أمريكية في في فندق في العراق وما زالت به تميله إليها حتى وافق على الزواج منها والسفر معها إلى أمريكا عام ١٣٥٤ هـ .. ليقضي معها متنقلا سائحا بين الولايات الأمريكية حتى أستقرا في أريزونا . وفي لحظة كرامة كره منها ما كره ، فقرر الانفصال ، فذهب وحيدا إلى لوس أنجلوس ، فعمل فترة في مصنع للسجاد ثم ممثلا في هوليود !

ابن العقيلات النجدي ، وابن الصحراء حقيقة لاخيالا .. ينتقل لعالم الخيال ليكون ممثلا في فيلم أمريكي لدور شيخ القبيلة الثائر على الاحتلال البريطاني . ونفسه المتقلبة الشغوف المتشوفة ، صنعت منه معلما وإماما فأسس عدة مدارس للعربية والإسلام وألف كتابا للتعريف بالإسلام وأسلم على يديه ما يزيد عن الألف ، والتاجر الممثل عامل السجاد أصبح معلما يعلم الناس . ويمر به قطار حياته الغريب ليصبح مجندا في الجيش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية ، ومذيعا في إذاعة صوت أمريكا العربية .

ثم يتزوج من فتاة أمريكية ، فيقضي معها سنوات ثم يفترقان لأسباب يراها " سياسية " .. وقد أنجب منها ابنها نواف ، الذي حُرم منه .. لتتزوج زوجته من الشاعر المعروف أحمد زكي أبو شادي ، فيتغير مه هذا الزواج اسم ابنه إلى " ميكليف أبو شادي " إلصاقا بعائلة الزوج الجديد . ويغيب عن ابنه ٤٥ عاما حتى تبلغه الأخبار أن ابنه قد أرسل مجندا يخدم الجيش الأمريكي في حربه مع فيتنام !

" ألا تشبه حياتي فيلما سينمائيا ؟! .. أدخل الخدمة العسكرية كمجند في الحرب العالمية الثانية ، ويدخل ابني الوحيد الى الحرب القاسية في فيتنام " ..

هذا هو السعودي " خليل الرواف " أول سعودي يسافر لأمريكا وصاحب السيرة السينمائية التي هي أقرب ما تكون للخيال .. تجد بعضا منها في كتيب صغير أسطرته وزارة الثقافة " نجدي في أمريكا " ، وتجد سيرته مطولة في كتاب بعنوان : " صفحات مطوية من تاريخنا العربي الحديث " من إصدار دار جداول .

تعليقات

ضع بريدك هنا ليصلك ما ينشر في هذه المدونة من وقت لآخر..

* indicates required

الأكثر قراءة