إعادة تعريف لمفهوم الحب


استطاعت الدراما على مدى عقود طويلة أن تصنع في تصور الأجيال ، صورة مشوهة ومزورة لمعاني كثيرة من أبرزها معنى الحب ، وماهو ؟ وكيف يشعر المحبون ؟ وكيف يعيشون ؟ وبماذا يفكرون ؟ .. إلخ . 
وإن كان الشعر العربي عامرا بالكثير بالمعاني المشوهة والمزورة عن الحب ، إلا أن تأثيره لم يكن بحجم التأثير الذي صنعته الدراما في عقولنا . وهذه المفاهيم والتصورات أنتجت مشاكل وتداعيات كبيرة في حياتنا ، شعر بذلك الناس أم لم يشعروا 
أصبح هم الفتى أو الفتاة ، البحث عن سر الحب المجهول والسعي لنيل شيء من هذا الحلم الجميل الذي تصوره الدراما بصورة الاكسير الغامض ، المازج بين المرارة والحلاوة والخلود ، وبين معاناة الشوق الجميل ، وهناء الوصل واللقاء ، ليختزل معنى الحياة في صورة من العاطفة العمياء التي إن أتت أتى بعدها كل شيء
ولذلك يقابل الكثير من أبناء جيلنا وبناته مشاكل كثيرة ومقعدة وصعبة بحثا عن هذا الحب القيسي الأسطوري . ويقبل الفتى الطيب والفتاة الطيبة على الزواج بخيالات رومانسية لاتصلح للحياة . فيرون أن الحياة ليست كما صورتها الدراما المصرية أو التركية ، وأن العاطفة البشرية من طبيعتها التردد والتموج ، والشهوة الطبيعية تنطفيء في لحظات قصيرة ، وتبقى بعد ذلك الحياة الحقيقية التي تشكل الجزء الأكبر من اهتماماتنا وتفكيرنا ، فتبدو الحياة جافة قاسية شديدة التعقيد. 
وهذا الإغراق في تضخيم الحب يقود إلى إزاحة الحكمة والقيم عن الطريق ، فينطلق جيلنا الطيب في البحث عن الحب بكل ما يملك في طريق صحيح أو في طريق خاطيء ، وفي طريق البحث عن ” الحب الدرامي ” تزول المعاني والقيم
إن الحياة وإن كانت تحلو بالحب والعاطفة ، إلا إن الحب وحده لايمكن أن يسير الحياة ، والاستغناء عن الحب أيسر من الاستغناء عن الأخلاق والرحمة والمعاشرة بالمعروف . وهذا ما يجب في تصوري أن يفهمه الجيل الحالم

تعليقات

ضع بريدك هنا ليصلك ما ينشر في هذه المدونة من وقت لآخر..

* indicates required

الأكثر قراءة